* حـســـن هـــــدايـــــــــت * ترجمة: فرزدق الأسدي ©️ |
خاص آي فيلم: في خضم التغيرات الإجتماعية والتي كانت تحوم حول التمدد التدريجي للثقافات غيرالإيرانية إلى البلاد؛ كانت السينما الإيرانية تثابر جاهدة في التوسع بشتي مجالاتها.
و أثمرت جهود المنتجين آخر الأمر عام 1958 حيث تقلصت الضرائب المقررة للبلدية عن العروض السينمائية. و بهذا ازدادت كمية الإنتاج؛ لكن لم تشهد الساحة تغيراً في النوعية.
و من بين الأفلام المنتجة هذا العام برز فيلمي "العاصفة في مدينتنا"[طوفان در شهر ما] لساموئيل خاچيكيان و "الفتي الشهم"[لات جوانمرد] لمجيد محسني. رغم تمتعه بالموضوع اللائق لم يلق فيلم الفتي الشهم إقبالاً و كان مصيره الإنحسار.
لكن الفيلم المتمايز لهذا العام كان فيلم "جنوب المدينة"[جنوب شهر] إخراج فرخ غفاري، من المتخرجين في فرنسا و من النقاد والكتاب السينمائيين آنذاك. كان الفيلم باكورة إنتاج شركة "إيران نما" السينمائية؛ وكان يتبني أجواء واقعية.
و من الأفلام البارزة الأخرى لهذا العام فيلم "العروس الشريدة"[عروس فراری] إنتاج و إخراج الدكتور إسماعيل كوشان. إستخدم كوشان في هذا الفيلم و لأول مرة في السينما الإيرانية نظام الـ"سينماسكوپ" للتصوير الملون. نال الفيلم ترحيب المشاهدين؛ لكن الناقدين لم يلتفتوا إليه.
حقق الفيلم الملون الثاني "الطلسم المفكوك"[طلسم شکسته] نجاحاً نسبياً كذلك. الفيلم كان بإخراج سيامك ياسمي و إنتاج الدكتور كوشان. شارك الفيلم بشكل رسمي في مهرجان الأفلام الأسيوية بكراچي و مهرجان برلين السينمائي.
منذ عام 1959 حتى 1961 و رغما عن الاستثمار الضخم في السينما وازدياد عدد الأفلام المنتجة أخذت القيم تتجه نحو الهاوية؛ و لم تتجاوز الأفلام أن تكون منتوجات لملىء الأوقات و كسب المال.
أهم فيلم تم إنتاجه عام 1961 كان فيلم "صرخة في منتصف الليل"[فریاد نیمه شب] إخراج ساموئيل خاچيكيان و إنتاج "إستوديو ميثاقية". رغم الإنتقادات التي وجهتها الصحف لمضمون الفيلم لكنه كان أفضل الأفلام المنتجة تقنية حتى ذلك الحين.
لاقت الأفلام البوليسية رواجاً عام 1962 نظراً لنجاحها في المبيعات؛ و من أهمها في هذا العام فيلم "الهلع"[دلهره] بإخراج ساموئيل خاچيكيان.
شهد العام 1962 أزمات اجتماعية شديدة. أدت الإصلاحات الأرضية أو ما سماها الشاه بـ"الثورة البيضاء" و كذلك جمعيات الولايات والمقاطعات إلى احتجاجات عارمة؛ خاصة من قبل العلماء. حدثت إثر ذلك في مدينة قم المقدسة إضطرابات كثيرة. و أصدر الإمام الخميني (ره) عدة بيانات دان فيها و بشدة تصرفات الحكومة. أدت الإحتجاجات على عمل الحكومة إلى اندلاع اشتباكات كثيرة. و بلغت الأزمة ذروتها عندما اعتقل نظام الشاه الإمام الخميني (ره). أدى التصدي القاسي للمحتجين في الخامس من يونيو/حزيران عام 1963 إلى مجزرة كبيرة اشتهرت بعد ذلك بحادث "الخامس عشر من خرداد عام 42". وتراجعت الأزمة مؤقتاً بنفي الإمام الخميني(ره) إلى العراق.
واصل السينمائيون تعاطيهم مع المواضيع المكررة و كرروها مراراً حيث كانوا ممنوعين عملياً من التطرق إلى أي انتقاد.
أبرز أفلام العام 1963 كان فيلم "طريق الموت"[جاده مرگ] للمخرج إسماعيل رياحي؛ حيث جلب له في آن واحد النجاح مادياً و التشجيع معنوياً.
ومن الأفلام البارزة الأخرى لهذا العام فيلم "الخوف والظلام"[ترس وتاریکی] و كان الفيلم باكورة أعمال المخرج محمد متوسلاني.
كوّن محمد متوسلاني بعد عدة سنين من ذلك ومع منصور سپهرنيا و گــَرشا رئوفي أبرز فريق كوميدي في تاريخ السينما الإيرانية حتى انتصار الثورة الإسلامية.